المحبة لدين الله
تاريخ التسجيل : 26/07/2010 عدد المساهمات : 328 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 نقاط الإمتياز : 56529 الدولة : الجنسية : المزاج : الجنس : العمر : 51 الموقع : https://rahike73.7olm.org/ أوسمة الإمتياز :
| موضوع: تفسير قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان الثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:06 am | |
|
تفسير قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ما معنى الآية التي ذكرت أن الإنسان لن يسأل عن الذنب يوم القيامة ؟
الجواب :
الحمد لله
لعل مقصود السائل بالآية قول الله عز وجل : ( فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ) الرحمن/39.
وهي من الآيات العظيمة الجليلة الواردة في سورة الرحمن ، في سياق الحديث عن أهوال يوم القيامة العظيمة ، وبيان أن من هول ذلك اليوم العظيم أنه لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان .
وقد فسر العلماء ذلك بتفاسير عدة :
الأول : أن الإنس والجان لا يُسأَلون يوم القيامة سؤال استفهام واستعلام عن ذنوبهم ، فالله عز وجل أعلم بها ، ولكنه سبحانه يسألهم سؤال تقرير أو توبيخ أو تقريع ، وهذا فيه مزيد تخويف وتهويل لما يحدث يوم القيامة .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ( لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جآن ) لماذا ؟ لأن كل شيء معلوم ، والمراد لا يسأل سؤال استرشاد واستعلام ، لأن كل شيء معلوم ، أما سؤال تبكيت فيسأل ، مثل قوله تعالى : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت عليهم الأَنباء يومئذ فهم لا يتساءلون ) وقال عز وجل : ( إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) وقال عز وجل لأهل النار وهم يلقون فيها : ( أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى ) وأمثالها كثير .
إذن لا يسأل عن ذنبه سؤال استرشاد واستعلام ، وإنما يسألون سؤال تبكيت وتوبيخ ، وما جاء من سؤال الإنس والجن عن ذنوبهم : هل أنت عملت أو لم تعمل ؟ فهو سؤال تبكيت وتوبيخ ، وهناك فرق بين سؤال الاسترشاد وسؤال التوبيخ فلا تتناقض الآيات ، فما جاء أنهم يسألون فهو سؤال توبيخ ، وما جاء أنهم لا يسألون فهو سؤال استرشاد واستعلام ؛ لأن الكل معلوم ومكتوب " انتهى.
" تفسير القرآن " ( من الحجرات إلى الحديد ) (ص/317)
والثاني : أن من الأحداث الهائلة التي تكون في ذلك اليوم أن الله عز وجل يختم على قلوب الكافرين والمنافقين ، وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ، فلا يسألون في ذلك الموقف ، وإنما تسأل أبدانهم لتشهد عليهم بذنوبهم .
والثالث : أن الكفار لهول ما يلاقون يوم القيامة يعرفون باسوداد وجوههم ، وزرقة أعينهم ، فلا حاجة لسؤالهم عن ذنوبهم وقد بدت عليهم علامات الخزي فيهم ، وفي هذا أيضا هول شديد وموقف عصيب يوم القيامة ، ولا ينفي ذلك وقوع السؤال الحقيقي في موقف آخر ، فالقيامة يوم طويل ، ومراحل ومواقف مختلفة .
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وقوله : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ )، وهذه كقوله : ( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ . وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) المرسلات/35-36، فهذا في حال ، وثَمّ حال يسأل الخلائق فيها عن جميع أعمالهم ، قال الله تعالى : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الحجر/92-93. ولهذا قال قتادة : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) ، قال : قد كانت مسألة ، ثم ختم على أفواه القوم ، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لا يسألهم : هل عملتم كذا وكذا ؟ لأنه أعلم بذلك منهم ، ولكن يقول : لم عملتم كذا وكذا ؟ فهو قول ثان .
وقال مجاهد في هذه الآية : لا يسأل الملائكة عن المجرم ، يُعْرَفُون بسيماهم .
وهذا قول ثالث .
وكأن هذا بعد ما يؤمر بهم إلى النار ، فذلك الوقت لا يسألون عن ذنوبهم ، بل يقادون إليها ويلقون فيها ، كما قال تعالى : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ) أي : بعلامات تظهر عليهم .
وقال الحسن وقتادة : يعرفونهم باسوداد الوجوه وزرقة العيون . قلت : وهذا كما يعرف المؤمنون بالغرة والتحجيل من آثار الوضوء " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (7/499)
ويقول العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" قوله تعالى : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) الآية . هذه الآية الكريمة تدل على أن الله يسأل جميع الناس يوم القيامة ، ونظيرها قوله تعالى : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ, عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ، وقوله: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ )، وقوله : ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ، وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك كقوله : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ )، وكقوله : ( وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ )
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه :
الأول : وهو أوجهها لدلالة القرآن عليه وهو أن السؤال قسمان : سؤال توبيخ وتقريع ، وأداته غالبا ( لِمَ )، وسؤال استخبار واستعلام ، وأداته غالبا ( هل ) ، فالمثبَت هو سؤال التوبيخ والتقريع ، والمنفي هو سؤال الاستخبار والاستعلام .
وجه دلالة القرآن على هذا أن سؤاله لهم المنصوص في القرآن كله توبيخ وتقريع ، كقوله : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ . مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ ) ، وكقوله : ( أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ ) ، وكقوله : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ) ، وكقوله : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ )، إلى غير ذلك من الآيات ، وسؤال الله للرسل : ماذا أجبتم ؛ لتوبيخ الذين كذبوهم ، كسؤال الموؤودة : بأي ذنب قتلت ؛ لتوبيخ قاتلها .
الوجه الثاني : أن في القيامة مواقف متعددة ، ففي بعضها يسألون ، وفي بعضها لا يسألون " انتهى.
" دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب " (ص/15)
والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
| |
|
ملك الغرام
تاريخ التسجيل : 29/08/2010 عدد المساهمات : 167 نقاط الإمتياز : 30425 الدولة : المزاج : الجنس : أوسمة الإمتياز :
| موضوع: رد: تفسير قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان الثلاثاء أغسطس 31, 2010 2:16 pm | |
| مجهود رائع جزاكي الله كل الخير وجعله الله في ميزان حسناتك امييييييييين تحياتي واحترامي اليكي | |
|